شبهات المخالفين في ما يخصّ الأدعية الشيعية - سماحة الشيخ محمد السند

شبهات المخالفين في ما يخصّ الأدعية الشيعية - سماحة الشيخ محمد السند

بسم الله الرحمن الرحيم 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في هجمة عنيفة على معتقداتنا وموروثاتنا والتشكيك فيها من قبل السلفيين والنواصب ، وأخرى من قبل بعض من يدعي التشيع ، فالشيعي وخصوصا في بلاد الغربة لايستطيع مقاومة ذلك ، أولاً لعدم توفر المصادر التي يستقي منها معلوماته . وثانياً لضخامة الهجمة التي تواجههه . خصوصاً وأن خطورة الذين يدعون التشيع أكبر من خطورة السلفيين والنواصب 

لأن هؤلاء يقومون بين فترة وأخرى بزيارات لهذه البلاد ويحاضرون في الحسينيات والمساجد والمراكز الشيعية أو يأتي من ينوب عنهم ليقوم بدور التشكيك بكل شيء بلغة شيعية وبروايات عن أئمة أهل البيت عليهم السلام . ومن أبرز هذه الإشكالات التشكيك بالزيارات والأدعية لذا نرجو من سماحتكم توضيح فيما إذا كانت روايات كل من: 
1 ـ زيارة عاشوراء .
2 ـ زيارة الجامعة الكبيرة .
3 ـ زيارة الناحية المقدسة .
4 ـ زيارة وارث .
5 ـ دعاء التوسل .
6 ـ دعاء السمات .
7 ـ دعاء الندبة .
8 ـ دعاء العهد . 
9 ـ دعاء الفرج .

هل ان مسانيد هذه الزيارات والأدعية تصل الى المعصومين، وهل أن في سندها ضعف؟

نرجو إن أمكنكم التعرض لكل زيارة ودعاء بشكل منفصل وذكر أسانيدها وهل هناك تواتر أم ضعف في سندها؟

وفقكم الله لكل خير .والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . 

جواب سماحة الشيخ محمد السند:

قبل الخوض في الاجابة عن السؤال لا بدّ أن يلتفت الاخوة الى النقاط التالية :

١ ـ ان مضأمين الزيارات والأدعية المدرجة في السؤال لا يقتصر ورود مضمونها على تلك الزيارات والأدعية فهناك العديد من الزيارات الأخرى والاًدعية الأخرى بأسانيد اُخرى قريبة المضمون معنىً ولفظاً لقطعات من الاُولى ، كما أن هذه الزيارات والأدعية قد ورد كثير من مضامينها في الروايات الواردة في المعارف ، وهي في كثير من طوائفها مستفيضة بل بعضها متواتر معنوي أو إجمالي ، وعلى هذا فالدغدغة في أسانيد هذه الزيارة أو تلك أو هذا الدعاء وذاك تنطوي على عدم المام بهذه الحقيقة العلمية المرتبطة 
بعلم الحديث والرواية 

٢ ـ ان الزيارات والأدعية ليست معلماً عبادياً بحتا بل هي معلماً علميا ومعرفياً مهم للدين ، فهي عبادة علمية ومن ثم تنطوي هي على معارف جمّة وتكون بمثابة تربية علمية في ثوب العبادة ، ومن المعلوم ان أفضل العبادات هي عبادة العالم ، والعبادة العلمية أي : المندمجة مع العلم ، وهكذا الحال في هذه الزيارات والأدعية ، وبذلك يتبين أن ما وراء التشكيك والمواجهة للزيارات والأدعية هو تشكيك ومواجهة للمعارف.
٣ ـ ان هذه الزيارات والادعية كفى بها اعتماداً مواظبة أكابر علماء الطائفة الامامية على اتيانها في القرون المتلاحقة ، وهذا بمجرده كاف للبصير بحقانية المذهب وعلمائه في توثيق هذه الزيارات والأدعية •

١ ـ أما زيارة عاشوراء:

فقد رواها الشيخ الطوسي شيخ الطائفة في كتابه المعتمد لدى الطائفة الامامية وعلماءها ـ مصباح المتهجد ـ عن محمد بن اسماعيل بن بزيع ـ الذي هو من أصحاب الرضا عليه السلام الأجلّاء الفقهاء وعيون أصحابه ، وطريق الشيخ الى بن بزيع صحيح ، كما ذكر ذلك في الفهرست والتهذيب والذي يروي الزيارة عن عدة طرق عن الصادق والباقر صلى الله عليه وآله ؛ فقد رواها عن صالح بن عقبة ، عن أبيه ، عن الباقر عليه السلام . وعن سيف بن عميرة ، عن علقمة بن محمد الحضرمي ، عن الباقر عليه السلام . وعن سيف بن عميرة ـ الذي هو من الثقات الأجلّاء ـ عن صفوان بن مهران الجمّال ـ والذي هو من الثقات الأجلاء المعروفين ـ عن الصادق عليه السلام . وعن محمد بن خالد الطيالسي . فإسناد الشيخ اليها صحيح .

وقد رواها قبل الشيخ الطوسي، شيخ الطائفة ابن قولويه استاذ الشيخ المفيد في كتابه المعتمد لدى علماء الامامية كامل الزيارات ـ باسنادين معتبرين عن كل من : محمد بن خالد الطيالسي ، وابن بزيع ، عن الجماعة المتقدمة فاسناده صحيح .

كما قد رواها الشيخ محمد بن المشهدي في كتابه المعروف المزار الكبير ، وهو من أعلام الطائفة الامامية في القرن السادس ، بسنده.

وقد رواها السيد ابن طاووس في كتابه مصباح الزائر باسناده ، وهو من أعلام القرن السابع .

وقد رواها أيضاًالكفعمي في كتابه المصباح ، وهو من أعلام القرن العاشر .

٢ - أما زيارة الجامعة الكبيرة: 

فقد رواها الشيخ الصدوق في كتابه المشهور من لا يحضره الفقيه ، وكتابه 
عيون أخبار الرضا عليه السلام باسانيد فيها المعتبر ، عن محمد بن 
اسماعيل البرمكي الثقة الجليل ، عن موسى بن عمران النخعي وهو قرابة الحسين بن يزيد النوفلي ، وهو ممن وقع كثيراً في طريق رواية المعارف عن الأئمة التي اوردها الكليني في أصول الكافي ، والصدوق في كتبه كالتوحيد واكمال الدين والعيون وغيرها ، وكلها مما اشتملت على دقائق وأصول معارف مدرسة أهل البيت ، فيستفاد من ذلك علو مقام هذا الرواي.

وتوجد لدي رسالة مستقلة في أحواله واساتذته وتلاميذه وتوثيقه وجلالته ليس في المقام مجالا لذكرها .

وقد روى الشيخ الطوسي في كتابه المعتمد (التهذيب) هذه الزيارة باسناده الصحيح عن الصدوق أيضاً.

كما قد روى هذه الزيارة الشيخ محمد بن المشهدي في كتابه المعتمد (المزار الكبير) باسناده الصحيح عن الصدوق ، وهو من أعلام الامامية في القرن السادس .

وقد رواها أيضاًالكفعمي في البلد الأمين ، وكذا المجلسي في البحار• ثم أن مضأمين هذه الزيارة قد وردت بها الروايات المستفيضة والمتواترة عن أهل البيت عليهم السلام الواردة في فضائلهم ومناقبهم ، وكذلك في روايات العامة الواردة في فضائلهم ؛ فلاحظ وتدبّر .

٣ ـ أما زيارة الناحية المقدسة : 

فتوجد زيارتان عن الناحية المقدسة:

الاُولى : المذكور فيها التسليم على أسماء الشهداء رضوان الله تعالى عليهم وقد رواها المفيد في مزاره ، والشيخ محمد بن المشهدي ، الذي هو من أعلام القرن السادس باسناده ، عن الشيخ الطوسي باسناده ، عن وكلاء الناحية المقدسة في الغيبة الصغرى ، ورواها أيضاًالسيد ابن طاووس في (مصباح الزائر) وفي (الاقبال) باسناده الى جده الشيخ الطوسي باسناده الى الناحية المقدسة . ورواها المجلسي في البحار .

أما الثانية وهي المعروفة ؛ فقد رواها الشيخ المفيد في مزاره ، والشيخ ابن المشهدي في المزار الكبير ، والمجلسي في بحاره ، والفيض الكاشاني في كتابه (الصحيفة المهدوية) ، وهي وان كانت مرسلة الاسناد الا انه اعتمدها كل من : الشيخ المفيد وابن المشهدي.

٤ ـ أما زيارة وارث : 

فقد رواها الشيخ الطوسي في مصباح المتهجد بسند صحيح عن ابن قضاعة ، عن أبيه ، عن جده صفوان بن مهران الجمال ، عن الصادق عليه السلام ؛ فالسند صحيح . وهناك مصادر اُخرى اكتفيت بالاشارة الى أحدها.

٥ ـ أما دعاء التوسل: 

فقد أخرجه العلامة المجلسي عن بعض الكتب ، وقد وصفها بالمعتبرة ، وقد روى صاحب ذلك الكتاب الدعاء عن الصدوق قدس سره وقال : ما توسلت لأمر من الاُمور الا ووجدت أثر الاجابة سريعاً . ثم ان مضمونه يندرج في عموم قوله تعالى : ( ادعوني استجب لكم ) ، وقوله تعالى : ( وابتغوا اليه الوسيلة ) ، وقوله تعالى : ( قل لا اسئلكم عليه اجراً الا المودة في القريى ) ، وق( ما سألتكم من أجر فهو لكم ) ، وقال : ( ما اسئلكم عليه من أجر الا من شاء ان يتخذ الى ربه سبيلا ) فبضم هذه الآيات الى بعضها البعض يعلم أنهم عليهم السلام السبيل والمسلك والوسيلة الى رضوانه تعالى.

٦ ـ أما دعاء السمات : 

فقد رواه الشيخ الطوسي شيخ الطائفة الامامية في كتابه المعتمد لدى علماء المذهب ( مصباح المتهجد ) عن العمري النائب الخاص للحجة عجل الله تعالى فرجه ، وذكر السيد ابن طاووس في ( جمال الاسبوع ) قبل أن يورد الدعاء أن الشيخ : روى الدعاء في مصباحه بروايتين واسنادين . 

وظاهر كلامه عن نسخة المصباح التي لديه أن هذا الدعاء : معطوف اسناده على الدعاء السابق .

وقد رواه الشيخ بسند صحيح عال ، وهو محتمل بحسب النسخ التي لدينا ، بل ان ابن طاووس كل نسخه مسندة مصححة لقرب عهده بالشيخ الطوسي الذي هو جده قدس سرهما ، ومن ثم عبّر الشيخ عباس القمّي + في ( مفاتيح الجنان ) عن الدعاء انه : مروي باسناد معتبر .

وهو كذلك ؟ لأن ابن طاووس أشار أيضاًالى وجود اسانيد اُخرى سيشير اليها في كتبه الأخرى ، وكما قال غير واحد : قد واظب عليه أكثر علماء السلف 

٧-٨-٩ ـ أما دعاء الندبة والعهد والفرج : 

فقد رواها السيد ابن طاووس في ( مصباح الزائر ) عن بعض الاصحاب ورواه قبله ـ بما يزيد على القرن ـ الشيخ ابن المشهدي في كتابه ( المزار الكبير ) باسناده ، عن محمد بن أبي قرة ، عن محمد بن الحسين البزوفري . وقد رواه ابن طاووس في ( الاقبال ) أيضاً، ورواه المجلسي في ( البحار ) و( زاد المعاد ) ، والميرزا النوري في ( تحفة الزائر ) والفيض الكاشاني في ( الصحيفة المهدوية ) .

المشاركات الشائعة من هذه المدونة