قصيدة عام الخميني

قصيدة عام الخميني
للشاعر المرحوم سماحة الشيخ عباس الريس الدرازي البحراني "قدس سره"


نظمها بعد انتصار الثورة الاسلامية في إيران بقيادة الامام الراحل السيد روح الله الخميني "قدس سره الشريف"

القصيدة:

غاية الليل في الزمان النهارُ
فالدياجي تذيبها الأنوارُ
وإذا الليل طال طالت هموم
الصب فيه وملَّه السمارُ
والرياض الخضراء قد يعتريها
لافحٌ منه تذبل الأزهارُ
قد يعيش الإنسان حلماً لذيذاً
هو في واقع الحياة بخارُ
ضاعت الناس بين زيدٍ وعمروٍ
لا تقل زيد لفظه مستعارُ
فتتبع لما أقول ففيهِ
عجبٌ غير أنه أشعارُ
فلتة الدهر سيدٌ هاشميٌ
قد نفته عن دارهِ الأشرارُ
بشّرتنا به الأئمة فيما
قد روته الأخبارُ والآثارُ 
حلَّ ضيفاً على أبيه عليٍ
فحواه من الغري الجوارُ
واستقرتْ به الديار ولكن
ما لليثٍ في غابهِ استقرارُ 
وسكون السفين والبحر رهو
وثبة قد يكون فيها الدمار
واذا الريح صفقت كل صوب
سوف يأتي من بعدها اعصار
ضاق وادي العراق بالليث ذرعاً
وأبت أن تضمه الأقطار
فهو قد أشعل الفتيل بإيران
فمدت لسانها فيه نار
ان عرش الطاووس فيه زنيم
فاتكٌ في فعاله جبار
والحبارى تخاف فتك صقور
لا يبالي فعلا فبئس الجار
ودَّع القائد الخمينيُ أرضاً
كالحسينٍ وودعته الديارُ
غادر الأرض وهي تبكي عليهِ
وبكاء الجماد فيهِ اعتبارُ
وتولى الإمام شطر (فرنسا)
وعليه مهابة ووقارُ
قائد أخرس العقول فحارتْ
عبقرياتها التي لا تحارُ
بين كفيهِ سبحةٌ تتهاوى
شامخات الجبال حين تدارُ
فهي سرٌّ من الإله خفيٌ
لا تقل كيف تودع الأسرارُ
ينصر اللهُ كل من ينصر اللهَ
بعزٍ إن عزّتِ الأنصارُ
هكذا يصنع الزمان رجالاً
هي في هامةِ الزمانِ شِعارُ
وتوالى رفع ونصب وخفض
كل حين تبثه الأخبار
كل يوم على الوزارة عزل
هل سيرضى بذلك الثوار
وتولى وزارة الشاه جهرا
في ظروف عصيبة (بختيار)
فرح القائد الجديد وأعمته
كالأماني وغره الدولار
لكن الثائرون يأبون إلا
شرعة الحق ، فهي نعم الشعار
مطلب يصعب التحدث فيه
فهو للظالمين فيه الدمار
ثقة القائدين عند المقودين
تشد الجميع أن ينهاروا
وتوالت مؤامرات وذابت
كغيوم تذيبها الأقمار
قال للشاه أنت تخرج كيما
تخمد النار فهي فيها استعار
وأنا من علمت نار تلظى
غاية النار في اللهيب احمرار
يخدع المرء نفسه من غرور
حين يغويه خادع مكار
تتراءى الأحلام للمرء ليلاً
ويلاشي رؤى الليالي النهار
غادر الموكب المشرد طهران
عليه مذلة وانكسار
حل ضيفاً أرض الكنانة والضيف
ثقيل تحوطه الأخطار
وتوالى النقد المرير لمصرٍ
فوجود الطريد في مصر عار
لكن الشاه زار خلاً حميماً
قد رمته بنبلها الأقدار
وتلاقى الإثنين جمع الخطايا
كذباب تضمه الأقذار
رب جمع قد فرّق الجمع دهراً
واعتراه بالإجتماع انشطار
يجمع الشمل بالنهى ان تدانت
لاحتمال الأعباء وهي مرار
وثب الليث وثبة كان فيها
لجميع المستضعفين انتصار
وأهاج الأشبال شبل علي
يالجمع في راحتيه يدار
يعطف الجمع بالإشارة طوعاً
مثلما تعطف اليمين اليسار
وتراءى لبختيار لهيب
يحرق الشمس حره اذ يثار
وتخطت حواجزاً من حديد
وتداعت أمامها الأسوار
غير أن الجيش اللهام مكين
يخمد النار مدفع هدار
غاية المرء في الحياة كمال
وكذا غاية اللهيب استعار
ينبت المجد في ظلال المواضي
حيث يحميه صارم بتار
ظلم فردٍ فرداً يهون ولكن
ظلم شعب ٍ يعود وهو انفجار
أعلن القائد الرحيل لإيران
فطاشت لذلك الأفكار
وتراءى للناس وهم كبير
فالخميني هازل ثرثار
كيف يمشي والأرض شوك قتاد
يلهب الرجل من سناه أوار
طرق السير أغلقت واستعدت
قاذفات الردى وسُدّ المطار
ليواسي بنفسه كل فردٍ
أرعبت قلبه خطوب كبار
كي يقود الجميع للنصر فالأحداث
أمست وليس فيها انتظار
واستقل الإمام طائرة الموت
عليها قد حلق الإنتصار
ورأى (بختيار) أمراً مهولاً
لا تسل كيف حاله (بختيار)
حاصر الأرض والسماء بنار
ورصاص فما أفاد الحصار
ورأى الناس بالملايين خفّت
فهي في مهمهِ الفلا تيّار
ورآه ولات حين مناص
أن سيندكّ حصنها المنهار
شرعة الغاب فعل كل غبي
فقد العز فاعتراه البوار
حلق النسر ثم حط على الأرض
ففرّت من خوفه الأطيار
ثم سار الركب المهيب رويداً
مثل ما سار كوكب سيّار
لضحايا الإسلام في جنة الزهراء
فنعم المزور والزوار
وقف القائد العظيم كطودٍة
وعليه من الأسى آثار
كوقوف الحسين حين تهاوت
في ثرى الطف كلها الأنصار
من يشابه أباه ليس ظلوماً
أبواه الحسين والكرار
غير أن الظروف تأبى جموداً
فهي سودٌ وان علاها اصفرار
وهناك الزعيم أعلن أن النصر آت
سيروا إليه فساروا
وتهاوت تلك القلاع تباعاً
كهشيمٍ يعلو عليه الغبار
وتوارى العدو خلف ستورٍ
هشةٍ ما عسى يدوم الستار
مزّق الستر والحصون تداعت
واستكان العريف والطيار
وتهادى النصر المبين لشعب
نصف قرنٍ يسوسه استعمار
وتوالت فيالق الجيش طوعاً
انما الجيش للبلاد جدار
جسّدت ثورة الحسين كرام
فسواء هزيمة وانتصار
حقق النصر قائد ومقودٌ
عمرك الله هذه الأحرار
هو نصر الإسلام في كل أرض
فاعتبره فإن ذاك اعتبار

رحم الله الإمام الراحل الخميني العظيم
ورحم الله الشيخ عباس الريس

المشاركات الشائعة من هذه المدونة