الفرق بين الأخبارية والأصولية

الفرق بين الأخبارية والأصولية - آية الله العظمى الشيخ محمد إسحاق الفياض (دام ظله)

السؤال: ماذا يقول سماحتكم في الذين يثيرون نعرات التفرقة بين الناس ويفرقون بين أهل الملة الواحدة، يوصفون هذا بالإخباري وذاك بالأصولي، ويصورون الفرق بين الإخباري والأصولي وكأنهم أهل ملتين فماذا يقول سماحتكم فيمن ينحو هذا النحو؟
وهل يوجد فرق بين الإخبارية والأصولية حتى يوجب التفريق والتحامل والاتهام ببطلان الأعمال وغيرها؟
وهل يجوز الصلاة خلف الإخباري إذا كان جامعا لشروط الإمامة المذكورة في الرسائل العملية؟
أفتونا مأجورين جمع الله لكم كلمة المؤمنين ووفقنا للسير على الصراط المستقيم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته؟

الجواب: لا فرق بين الإخباري والأصولي فإن كلتا الطائفتين من الفرقة المحقة ، ولا خلاف بينهما إلاّ في بعض الفروع الفقهية إجتهاداً وهذا الخلاف موجود بين الطائفة الأصولية أيضاً ، كيف ، فإن الإخباريين من هم من كبار علماء الطائفة بل في تسمية هؤلاء بالإخباريين وهؤلاء بالأصوليين تسامح ، لأن الإخباري لا يمكن أن يستنبط الحكم الشرعي من الكتاب والسنة بدون الأصول ، والأصولي لا يمكن أن يستنبط الحكم الشرعي بدون الكتاب والسنة ، حيث إن نسبة علم الأصول إلى علم الفقه نسبة العلم النظري إلى العلم التطبيقي ولا يمكن التفكيك بينهما في طول التاريخ لأنهما مترابطان ذاتا بترابط متبادل في جميع الأدوار .
وعلى هذا فإشاعة الفرقة بين الطائفة وعلمائها بذلك لا تخدم الطائفة في كل الظروف ولا سيما في مثل هذه الظروف التي تكون الطائفة في أمس الحاجة إلى الإتحاد ووحدة الكلمة ، لتكون لهم كلمة موحدة في مقابل الدعايات المغرضة والإشاعات الفارغة الكاذبة البراقة من هنا وهناك بين حين وآخر ولاسيما في هذه الأزمنة فإنها تخدم أعداء الطائفة وتتيح الفرصة لهم لتشويه سمعتهم وبذر النفاق بينهم أكثر فأكثر .
ولهذا ننصح هؤلاء الذين يثيرون هذه التفرقة والفتنة أن يكونوا في يقظة وحذر من عقباها ومسؤوليتها أمام الله تعالى وأمام الناس فإنهم لا يخدمون بذلك إلاّ الأعداء بغير وعي وقصد ولا يجوز لهم شرعا الدخول فيما هو خارج تشخيصه وتحديده عن إمكانيتهم فإنهم بذلك مشمولون بقوله تعالى : (( ءَ آلله أذن لكم أم على الله تفترون)).
ومن هنا تكون وظيفتهم الرجوع في ذلك إلى العلماء والمراجع والاستفادة من إرشاداتهم حول هذه المسألة والمسائل الأخرى فإن في ذلك رضا الله ورسوله(ص) والأئمة الأطهار(ع) وخدمة الدين والمذهب والسعي إلى وحدة صفوف الطائفة وجمع الكلمة .

المشاركات الشائعة من هذه المدونة